رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة
انهمرت دموع رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة بينما كان يخاطب اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد في بيروت الاثنين 7-8-2006 بعد 27 يوما من القصف الاسرائيلي للبنان.
وقال السنيورة وهو يذرف الدمع وقد تهدج صوته مرارا ووسط تصفيق المشاركين في المؤتمر "اننا مصرون هذه المرة على الا نكون ساحة للصراعات والتجاذبات بعد اليوم.. وانا واثق ان اللبنانيين يستطيعون ذلك ويريدون الان اكثر من اي وقت مضى. انني استند في هذه الثقة التي اتحدث بها اليكم على احزان الامهات الثكالى والاطفال القتلى وانات الجرحى والمشردين وكل دروس هذه الانتكاسة التي اعادت بلدنا وبلدكم لبنان عقودا الى الوراء". ووقف وزراء الخارجية العرب وصفقوا للسنيورة في ختام كلمته التي اعلن فيها ان اكثر من 40 مدنيا قتلوا في غارة جوية اسرائيلية على قرية حولا في جنوب لبنان.
وقال السنيورة "نحن محتاجون الى وقف سريع وحاسم لاطلاق النار", داعيا الدول العربية الى بذل كل الجهود من اجل المساهمة في الوصول الى ذلك وفي "تصويب" قرارات مجلس الامن كما قال. وأضاف "علينا ان نبذل كل جهد (...) فلا تظل الدولة مكسر عصا لاسرائيل وغير اسرائيل", مضيفا "اننا مصرون على الا نكون ساحة للصراعات والتجاذبات بعد الآن ايا تكن دوافعها". ومضى قائلا "اننا نستند الى احزان الامهات الثكالى والاطفال القتلى ومئات الجرحى والمشردين وكل دروس هذه الانتكاسة التي اعادت بلدنا وبلدكم لبنان عقودا الى الوراء". وقال السنيورة ان "عروبتنا .. ليست مشروطة وليست بالارغام انها عروبة الاختيار والانتماء والالتزام". واضاف ان "وقوفكم معنا حق وواجب ومسؤولية علينا وعليكم", مشيرا الى ان "الاخوة العرب يدركون من دروس السنوات العجاف الماضية ان الامن العربي امن واحد والمستقبل العربي مستقبل واحد", في اشارة الى ان ما يحصل في لبنان قد ينعكس على كل الدول العربية.
وتابع السنيورة ان اي قرار دولي ينبغي ان يأخذ بالاعتبار "تلبية مطالب لبنان في السيادة والاستقلال والقابلية للتنفيذ لجهة الزام اسرائيل بوقف النار والانسحاب الى ما وراء الخط الازرق وبسط سلطة الدولة على كل اراضيها". وقال رئيس الحكومة "اننا محتاجون اليوم قبل الغد الى موقف عربي موحد وحاسم لتصويب قرار مجلس الامن بما يحقق خطوة حقيقية نحو معالجة دائمة وبما يحفظ صيغتنا السياسية وتكويننا الداخلي". وتابع "ان لبنان لا يتحمل تكرار اجتياحات ووصايات اقليمة او دولية".
وعن مشروع القرار الفرنسي الاميركي الذي يناقشه مجلس الامن الدولي, قال السنيورة "لست راضيا عن المسودات التي وصلت الينا, فهي لا تزال دون الشرطين بل بالكاد تنجز وقفا حقيقيا لاطلاق النار". وتابع "لذلك على الاخوة العرب ان يقفوا امامنا موقفا تضامنيا ثابتا وحاسما يسهم في وضع لبنان على طريق السيادة والسلامة". واكد "الحرص على اعتماد المعالجات الجذرية بحيث لا يتكرر العدوان ويصبح وقف النار كاملا وشاملا ويكون مدخلا لاتفاقية الهدنة" التي وقعها لبنان مع اسرائيل في العام 1949.
وكرر رئيس الحكومة اللبناني تعداد النقاط السبع التي تضمنتها خطته للحل التي عرضها امام المؤتمر الدولي حول لبنان في روما اخيرا, مذكرا بانها حصلت على اجماع الحكومة اللبنانية ومكررا الدعوة الى تبنيها. وقال ان هذا الحل "لا يبدو عسير التحقيق فهو لا يطلب اكثر من حق لبنان في تحرير ارضه وحق السلطة في بسط سلطتها على ارضها (...) ولكنه صعب رغم ذلك وتاتي صعوبته من صعوبة اقناع المجتمع الدولي به بحيث ينعكس في القرارات الدولية". واضاف "نحن نحتاج الى دعمكم كما دعمتم وتدعمون في جهود الاغاثة من اجل ضمان التنفيذ", مشيرا الى ان "وقف اطلاق النار متعلق ايضا باسرائيل التي لا تعجبها كل نقاط البرنامج".
~**ولولي**~